سماء
السماء تمطر بغزارة
وسيدة مع ابنتها تهمس لها ( الله يعطينا على قد
النفع) يا لسخرية الأحوال ويا لسخرية السحاب ويا لسخرية البرد والرعد ويا
لسخرية الماء والسماء
السماء ملبدة بالغيوم
تتزاحم وتتسابق
وتتلون وتصطدم وتبرق وتدوّي بعنف، تنزل ببرد وبمطر، تغمر بكرمها شوارع
وأزقة ومجاري، يتسابق الرجل للاختباء تحت سقف دكان ، ويتسابق الطفل عائدا
من المدرسة إلى حضن أمه ، والسماء يزداد غضبها فتهب برياح قوية تتلف شعر
الأنيق الواقف أمام باب المصرف .
السماء تثير الانتباه
بلعوشي البطل
الخريفي ومحطم الأرقام القياسية الشتوية يستحوذ على ميكروفونات القنوات
فضائية والأرضية،بلعوشي يتوقع ، بلعوشي يرصد ، بلعوشي يحذر، بلعوشي مع
المنخفض ، بلعوشي مع المرتفع ، انفراجات ضعيفة بل واسعة مع نهاية الأسبوع
.السماء لا تعمل في الويكاند ، غريب! والأنيق سيخرج مع أبنائه إلى الضواحي
ليستمتع بخضرة الطبيعة ، غريب!
السماء سقف بيت مهدم
أمطرت وأمطرت
بعنف بل أثلجت فراكمت كرمها فوق بيوت صغيرة أركانها هشة وبئيسة ومتآكلة لم
تقوى على غضبها فهوت على الصغار والكبار بل حتى على الحمار الوحيد مصدر
رزق الأب الكئيب! غريب ! هل سترحمه السماء بعد سنوات الجفاف ؟ غريب ! هل
سيخرج مع أبنائه للحقل ثانية لقطف وجني غلة الحقل الصغير؟ غريب! كل شيء
دهب وراح وانمحى .والأنيق يأخذ صورا تذكارية للطبيعة وصورا لابنته الصغرى
وهي تجري وسط الربيع وبين كل صورة وصورة يصفف شعره ، طبعا لأنه أنيق
!!!
جمال