دمعة
تساقطت دموعها كحجر امرؤ القيس في القصيدة بغزارة على ضفاف بحيرة .وبيدها
حصى تلقي بها على سطح الماء لتغيب بين دوائر متموجة صورة الوجه الملائكي
البريئ.تجلس القرفصاء لتلتقط حصى أخرى لتمارس لعبتها الدائرية ,والوشل
يعتم جفونا أسقمها أرق وسهاد .
لازالت تحس, وتسمع زفرات ,وتشم خليط
العرق بالتراب ,وهي كريشة بيضاء بين غيبوبة اليقظة و كابوس طويل , بين
أمواج خضم تعلو إلى السماء وتهوى بين ذراعيه القويتين , تفتح عينيها
الغارقتين في البحر وتغمضها لتسبح فيه , تتقاذفها رغبات وجه اسمر وجسم
عنيف وقوي لترمي بها إلى شاطئ مهجور حيث تغوص في سبات طويل .تستيقظ على
طنين ذباب ولفحة شمس وفستانها الممزق وذراعها العاري وقدميها النحيلتين
.تستجمع قواها لتقف وتسير متثاقلة في اتجاه بيتها ,تسير وتسير والشرود يعم
صمته المكان .والرهبة والرعشة _كابوس_ بين رجليها كسلاسل حديدية .تدخل
لترتمي فوق سريرها, تضع خدها على الوسادة ,لترسم خصلات شعرها غصون شجرة
مبتورة الجذور ,تتلوى يمينا و يسارا ,ثم تقوم لتجلس, فتجد أوراق وردة
حمراء منثورة على فستانها الأبيض .لتقول لقد عبث بوردتي ,لقد كسر برعم
حياتي, فتتساقط دموعها ...كحجر امرؤ القيس في القصيدة
جمال